مقاصد القرآن في مشروعية حفظ المال بالادخار وتحريمه بالاكتناز

บทคัดย่อ

يهدف هذا المقال لبحث مقاصد القرآن الكريم في التشريع بالجواز لحفظ المال بأداة الادخار، ومقاصده في التشريع بمنع الحفظ بأداة الكنز، وكذلك يهدف لبحث التعريف بالادخار والاكتناز كأدوات لحفظ المال والفرق بينهما، وباستخدام الباحث لمنهج الاستقراء بتتبّع الآيات من القرآن المتعلقة بأداتَيْ الادخار والكنز، واستنباط المقاصد من خلالها، توصل الباحث لجملة من النتائج كان أبرزها ما يلي: أ- يتّفق الادّخار مع الاكتناز والاحتكار في أن كل منهما وسائل لحفظ المال، ويختلف عن الكنز في أنه لا يعني تعطيل المال كما هو الحال في الكنز، ويختلف عن الاحتكار في أنه لا يهدف لحبس السلعة بقصد الإضرار بالناس.           ب- مقاصد القرآن في التشريع بجواز حفظ المال بأداة الادخار تتلخّص في أن يمثّل المال مصدراً لأمان صاحبه من المخاطر المحتملة كالمرض والالتزامات المالية المفاجئة كحصول الكوارث والمصائب الكبيرة من الحروب والزلازل وغيرها فيُمثّل المال المدّخر وسيلة لدفع الحاجة عن صاحبه، وكذا يمكن أن يكون مصدراً للاستثمار، ويتحقق هذا المقصد العام من خلال عدد من المقاصد المتمثلة: القصد إلى الإدارة المتوازنة للمال، والقصد إلى منع الأخطار عن المال، والقصد إلى ضرورة الأخذ بأكثر الوسائل أماناً. ج- مقاصد تحريم الكنز، وتتلخص في: أن اكتناز الأموال بتعظيمها، وتعطيلها يتنافى مع مقصد التداول والرواج للأموال، وأن الكنز مناقض لمقصد العدل بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية التي يُخلفها الاكتناز، والتي تتمثل من وجهة نظر الباحث في: ضعف الناتج المحلي الإجمالي. وضعف القوة الشرائية للمجتمع، وارتفاع نسبة البطالة. وتدني الأسعار. وذلك لأسباب عدّة، يعتقد الباحث أن منها: اختفاء الأموال السائلة من السوق، وواحدة من صور اختفاءها: الاحتفاظ بها من قبل مالكيها، فيما يُعرف بالكنز.

ويساهم هذا البحث في الإثراء المعرفي لأهمية حفظ المال، وأداة الادخار ذات الأثر الاقتصادي الإيجابي، وبالمقابل التحذير من حفظ المال بأداة الكنز وأثرها على الاقتصاد، كما يساهم في التعريف بالغايات والمقاصد من جواز أداة الادخار ومقاصد تحريم أداة اكتناز المال.